لقد كان القرن العشرين قرنا تسارعت فيه الأحداث والتغيرات في العالم بشكل يعجز العقل عن تحليل كل تفاصيله، والرياضيات أخذت نصيبها بدون نقصان من هذه الأحداث حيث تزاحمت العقول العظيمة في الرياضيات في هذا القرن لدرجة أنه لم تنقطع الأخبار عن الإختراقات العظيمة في هذا الفرع طيلة قرن كامل ومن أمثال هؤلاء العمالقة الرياضياتيين الذين تصارعوا على تقسيم الغنائم العلمية الرياضياتية، نذكر منهم على سبيل المثال:
إيسادور سينغر و لورانت شوارتز و سرجي لفوفيتش سوبولاف وديفيد هلبرت و جون فون نيومان وهنري بوانكاريه و غولموغروف وأوليغ بيزوف وألكسندر غروتنديك وهاردي و ليتلوود ومايكل عطية وجان بيير سير ولينارت كارلسن و فاراضان ورامانوجان وتومسون و ويليام ثرستون وجاك تيتس وميخائيل ليونودوفيتش غروموف وجون تايت وجون ملنور وبيار ديلين وجون ناش ولويس نورنبورغ وأندرو ويلز ولا نجلادس وغريغوري مارغوليس ومايكل فريدمان وادوارد ويتن وجان بورغين.... والعديد من الأسماء التي لا يتسع المنشور لذكرها كلها، وكم يحز في النفس ان نرى أجواء الرياضيات في بلداننا اليوم أقول في نفسي، أي إنحطاط أصبحنا نعيشه اليوم بالأخص مايتداول على صفحات التواصل الاجتماعي من تفاهة و استعلاء وتفاخر بين الأشخاص أصبحوا يصفون أنفسهم بأنهم "آباء الرياضيات" وهم في الحقيقة أقصى علمهم لا يتعدى الدالة وعلاقتها بالمشتقة أو بعض المفاهيم الجامعية البدائية التي نتقاسمها كلنا... وأسفاه لو نظرنا إلى موقعنا بين بحوث علماء اليوم لبكينا الدهر كله على مافاتنا .ولو رأينا إلى وضع منظومتنا التربوية اليوم وحال جامعاتنا من ناحية المستوى العلمي دوليا لوضعنا رؤوسنا تحت التراب خجلا من هذا التقهقر العلمي والحضاري ولا حول ولا قوة إلا بالله.
Comments
Post a Comment